random
مقتطفات

أسرار القنبلة الهيدروجينية في الحمام !

الصفحة الرئيسية


أي واحد فينا ممكن ينسى موبايله أو علبة السجاير بتاعته ف الحمام عادي.. بس عمرك تتخيل إن في حد ممكن ينسى أسرار القنبلة الهيدروجينية العظمى في الحمام؟! أهو ده نفس اللي حصل مع الراجل اللي ف الصورة ده  

 


عالم فيزياء أمريكي مشهور، نسي ملفات فيها أسرار القنبلة الهيدروجينية ف اللا مؤاخذة التواليت ف الخمسينات من القرن اللي فات، وبسببه مشروع القنبلة الهيدروجينية الأمريكي اتعطل سنة كاملة!!
الحقيقة الموضوع وراه قصة ظريفة أوي، تعالى أحكيهالك باختصار على كوبايتين شاي بالنعناع من إيدك الحلوة
بص يا عم.. موضوعنا بيبدأ بعد نهاية الحرب العالمية التانية بفترة.. تحديدًا يوم 1 نوفمبر سنة 1952.. في الوقت ده، الولايات المتحدة الأمريكية عملت أول تجربة ناجحة على أول قنبلة هيدروجينية Hydrogen Bomb تم ابتكارها ف الوقت ده، واللي كانت قوتها بتتفوق على القنبلة الذرية Atomic Bomb العادية اللي اترمت على هيروشيما وناجازاكي ف نهاية الحرب العالمية التانية، بأكتر من 1000 مرة!!
طبعًا ف الوقت ده، ساحة السياسة العالمية كانت متوترة جدًا، بسبب إن بعد نهاية الحرب العالمية مباشرةً، بدأ صراع بارد ومن تحت الترابيزات كده ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفييتي على زعامة العالم، لإن دول وقتها كانوا القوى العظمى على الكوكب، ومفيش أي دولة تقدر تتفوق عليهم عسكريًا.. بس أمريكا كانت أقوى شوية بسبب القنبلة الذرية اللي استعملتها وأنهت بيها الحرب لصالحها وأجبرت اليابان على الإستسلام.. بس طبعًا الإتحاد السوفييتي مسكتش، وفضلوا يعملوا أبحاثهم الخاصة لحد ما وصلوا أخيرًا لإجراء أول تجربة ناجحة على قنبلتهم النووية الخاصة في شهر سبتمبر من سنة 1949..
لما ده حصل، أمريكا اتخضت، وقررت إنها تسرع الأبحاث وقتها على القنبلة النووية الحرارية الحديثة بتاعتهم، اللي كانوا بيسموها بالقنبلة الهيدروجينية، وسط معارضات من علماء كبار كانوا شايفين إن الموضوع مش مستاهل الأبحاث وإنه مجرد هيسحب الموارد ومش هينتج عنه شيء، أو هيكون ضرره أكبر من نفعه وهيخلي الدول الكبرى تعند أكتر لحد ما تبتكر نفس التكنولوجيا.. ومن العلماء دول بالمناسبة كان روبرت أوبنهايمر Robert Oppenheimer، الملقب بأبو القنبلة النووية.. الراجل اللي كان ماسك مشروع مانهاتن Manhattan Project اللي أنتج القنبلة النووية اللي حسمت الحرب لصالح أمريكا ف الأساس.. ف كون إن شخص زي ده يكون معارض ومش مقتنع، زائد إن المجتمع السياسي وقتها كان ضد فكرة التسليح النووي بسبب إحساسهم من الذنب بسبب اللي حصل ف اليابان، كان معناه إن الوضع لازم يتغير ف أسرع وقت، وإلا أمريكا هتفقد تميزها العسكري..
ومن هنا الشغل بدأ على قدمٍ وساق، لحد ما اتعملت القنبلة الهيدروجينية الأولى ف نوفمبر 1952.. بس وقتها القنبلة دي كانت فيها مشاكل كتير تقنية ولوجيستية بتمنع استعمالها على نحو عملي.. منها مثلًا إنها كانت محتاجة غرفة تبريد وزنها أكتر من 80 طن، لمجرد إنها تحافظ على العناصر المكونة للقنبلة ف نفس حالتها المطلوبة لخلق التفاعل النووي الهيدروجيني المطلوب.. ف طبعًا كان مستحيل يتم استعمالها عسكريًا.. هتنقل إزاي غرفة تبريد وزنها 80 طن بالطيارة، وهترميها على دولة تانية ازاي؟!
ف بعدها، اتعملت أبحاث متطورة أكتر على القنبلة دي، بتحاول إنها تزود من كفاءتها.. والأبحاث دي كانت قطعت شوط طويل جدًا يقدر إنه يقنع الناس المعارضة لجدوى القنبلة العسكرية، واللي منهم العالم المثير للجدل أوبنهايمر نفسه، بجدوى المشروع..
وبعدها، اللجنة المختصة بالطاقة النووية ف الكونجرس بعتت تقرير عن تاريخ القنبلة الهيدروجينية دي، لواحد من أشهر علماء الفيزياء ف التاريخ، اللي هو العالم جون ويلر John Wheeler.. الراجل ده بالمناسبة هو اللي أدخل مصطلح (الثقب الأسود Black Hole) لعلوم الفيزياء أصلًا، من خلال أبحاثه على النسبية العامة بتاعت أينشتاين، وكمان كان من ضمن أبحاثه اكتشافات ساهمت في اختراع أول قنبلة هيدروجينية ف الأساس ف كان راجل توب يعني..
هتسألني طب لجنة الطاقة النووية بتاعت الكونجرس دي بعتت التقرير ده لجون ويلر ليه يا عم علام؟!.. هقولك..  <><>
الفكرة كانت إنهم بيكيدوا ف العالم التاني اللي هو أوبنهايمر، اللي هو كان معارض لمشروع القنبلة الهيدروجينية من قلبه.. وعاملين عليه شغل نسوان الحارة ده، عشان يبوظوا صورته قدام الشعب والبيت الأبيض، ف عملوا التقرير ده كوسيلة تخلي كلامه مالوش أي قيمة.. ولما اتعمل، قرروا يبعتوه لجون ويلر عشان يراجع التفاصيل التقنية اللي فيه ويتأكد إنه تمام..
والراجل فعلًا مكدبش خبر.. وقتها كان مسافر على قطر ركاب وفي غرفة خاصة للنوم على القطر.. فعشان يسلي وقته، قعد يقرا شوية ف التقرير، وبعدين حطه ف مظروف أبيض، وحط المظروف الأبيض ف مظروف كبير لونه بيج، وبعدين حطهم ف الشنطة بتاعته، وحطها ما بين رجله والحيطة بتاعت القطر، ونام..
ولما صحي تاني يوم الصبح، خد الظرف البيج من الشنطة، وخده معاه الحمام عشان يحافظ عليه وميسيبوش لوحده.. بس المشكلة إنه خلص الحمام بتاعه زي الباشا، وبعدين وهو خارج نسي الظرف جوه!!
وطبعًا لما افتكر بعدها، وراح تاني بعد فترة عشان ياخد الظرف، وجه يفتحه بعدها، ملقاش الظرف الأبيض اللي جواه اللي فيه التقرير!!!

 

وبعدها الدنيا اتقلبت، وال FBI وقف القطر كله وعمل تحقيقات مع كل اللي فيه، وفككوا العربيات بتاعت القطر حتة حتة عشان يلاقوا الظرف الأبيض اللي فيه التقرير، بس كل اللي عملوه كان بلح.. الظرف اختفى تمامًا، وجواه أخطر أسرار حربية وعسكرية ف أمريكا ف الوقت ده.. ولحد وقتنا هذا، محدش يعرف الظرف راح فين ولا مين اللي خده، وهل ويلر هو اللي طلع الظرف جوه ونسي بعد كده، ف العامل بتاع الحمام خده رماه ف الزبالة، ولا الموضوع كان جزء من عملية تجسس لدولة تانية عملوا اللعبة دي عشان ياخدوا الأسرار ويسرقوها ويعملوا بيها قنبلتهم الخاصة.. الموضوع ما زال لغز حتى وقتنا هذا، وبيتعمل عليه تقارير سرية للغاية، لسه مكشوفة للعامة من وسط تقارير و وثائق ال FBI من قريب، تحت قانون حرية المعلومات الأمريكي اللي بيسموه Freedom of Information Act..
طبعًا لو أي عالم تاني حصل معاه الحوار ده كانوا عملوا منه بطاطس محمرة، بس ده جون ويلر يا عم الحج.. الراجل ده تقيل أوي.. ف الموضوع عدى بسلام، وأمريكا فضلت مستمرة وطورت القنبلة الهيدروجينية أكتر بعدها عادي.. بس بعدها بسنة، الإتحاد السوفييتي اخترع القنبلة الهيدروجينية بتاعته واختبرها ف جزيرة ف المحيط، ف كل الجهود بتاعت أمريكا دي أصبحت بلا قيمة.. ولحد دلوقتي مش معروف هل وصولهم للقنبلة دي له علاقة بضياع الأسرار دي من جون ويلر ف الحمام ولا لأ!!
أنت متخيل عبثية الموقف اللي بتكلم فيه أصلًا؟! متخيل يعني أيه أخطر سر حربي وعسكري ف القرن العشرين تقريبًا، يضيع من واحد من أشهر علماء الفيزياء في التاريخ، ف حمام على قطر ركاب؟!!.. متخيل يعني أيه قدرة أمريكا العسكرية والأمن القومي بتاعها كان ف خطر، بسبب إن واحد قرر يسلم على وزير الري؟!
تخيل أنت موقف العامل بتاع الحمام ده لو كان يعرف إنه الظرف اللي رماه ده جواه أسرار القنيلة الهيدروجينية.. الموضوع مش مضحك على قد ما هو مرعب فعلًا ويخليك تفكر ف كمية الورق المرمي ف الشارع، اللي بيلمه عمال النظافة ويرموه ف عربية الزبالة عشان يتحرق.. يا ترى الورق ده فيه تقارير عن كام قنبلة هيدروجينية؟!
ده مش بعيد ف وسط الورق المرمي ف كل حتة ده نلاقي واحد ناسي شيك بمليون جنيه مثلًا.. الذاكرة غدارة يا صاحبي.. والدرس المستفاد هو: لو لقيت ظرف أبيض أو ورقة مكرمشة مرمية ف الحمام، مترميهاش ف الزبالة عشان ممكن جدًا يطلع فيها تصميمات قنبلة هيدروجينية.. You Never Know يعني
شوف الصور اللي ف الكومنتات هتضحك شوية
وفي النهاية، لو الموضوع عجبك، متنساش تعمل شير ومنشن لصحابك وحبايبك المهتمين بالأمور دي عشان يقرأوا معاك ويسيبولي رأيهم مع رأيك في الكومنتات
الشير بيعبر عن دعمك، وكمان بيساعد في نشر المجهود الكبير اللي ببذله في كتابة المقالات دي، وبيوصله لناس أكتر، ف متبخلش به لو شايف الجهد يستحق  

بقلم: محمود علام  

المصادر لو حابب تاخد فكرة




 

author-img
AHMED NWERA

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent