شايف الصورة المُبهرة اللي فوق دي؟!
دي واحدة من أوائل الصور في التاريخ اللي تم التقاطها من جوه الغلاف الجوي بتاع الشمس نفسها، اللي هو بيسموه الكورونا Corona!!
اللسان الناري العملاق اللي أنت شايفه ده هو عبارة عن لسان من البلازما Plasma Streamer طالع من جوه الشمس نفسها، وممتد لملايين الكيلومترات في الفضاء.. والنقطة المنورة اللي في النص دي هي كوكب عطارد Mercury.. أقرب الكواكب للشمس!!
الصورة إتلقطت يوم 8 ديسمبر سنة 2018، عن طريق مسبار عظيم إسمه مسبار باركر الشمسي Parker Solar Probe.. المسبار ده تم إطلاقه كجزء من مشروع لوكالة ناسا الفضائية الأمريكية لدراسة فيزياء الشمس وتأثيرها على باقي الأجرام السماوية في المجموعة الشمسية بتاعتنا.. فرع من الأبحاث هناك بيسموه الهيليوفيزيكس Heliophysics أو الفيزياء الشمسية..
عارف المسبار ده لقط الصورة دي من على بعد قد أيه من الشمس؟!.. أقل من 27 مليون كيلومتر تقريبًا من سطحها.. ولو مش مدرك قد أيه المسافة دي صغيرة، فيكفي إني أقولك إن كوكب عطارد نفسه اللي هو أقرب كوكب في المجموعة الشمسية للنجم بتاعنا، وتقريبًا شبه واخد الشمس بالحضن، هو على بعد أكتر من 58 مليون كيلومتر من الشمس 
عايزك تفكر في قدر عظمة الصورة دي، ومعنى كلمة إن البشر صنعوا مسبار قدر يدخل جوه الغلاف الجوي للشمس نفسها، ويبقى أقرب شيء مصنوع بأيادي بشرية في التاريخ يقرب من سطح الشمس ويطلعلنا الصورة اللي أنت شايفها دي!! وكمان يسجل رقم قياسي كأسرع جسم مصنوع بأيدي البشر في التاريخ، بسرعة أكتر من 690 ألف كيلومتر في الساعة!!
كل ده وهو لسه بيبدأ شغله، ولسه هياخد مدار ثابت من مسافة قريبة حوالين سطح الشمس، وهيبدأ يبعت اكتشافات كتير مالهاش حصر هتساعدنا على فهم مشاكل كتير بتواجهنا في الفيزياء الحديثة 
ولو بتسئل نفسك
إزاي المسبار مبيتحرقش أو يذوب برغم إن الحرارة في المنطقة دي تقدر بآلاف الدرجات الكلفينية.. الموضوع بسيط وجميل أوي.. الفكرة هي في الفرق بين مصطلح الحرارة Heat ودرجة الحرارة Temperature..درجة الحرارة بتقيس سرعة حركة الجسيمات الذرية اللي بتنقل الحرارة نفسها.. لكن الحرارة Heat هي المقدار الكلي من الطاقة اللي بينتج من حركة الجسيمات دي..
في المكان اللي المسبار فيه، وبسبب الفيزياء الـ Extreme اللي هناك، الكورونا أو غلاف الشمس الجوي هو مكان رفيع جدًا وشديد الخفة، وشبه مفيهوش جسيمات ذرية إلا قليل أوي، عشان تنقل الحرارة دي.. ماهو جزء من الفضاء بردو زي ما انت عارف.. ف عشان كده درجة الحرارة بتكون عالية جدًا، بس الحرارة الحقيقية الناتجة عنها بتكون حاجة يقدر المسبار يتعامل معاها من خلال نظام تبريد شديد التطور تم ابتكاره مخصوص للمسبار ده، بيشتغل عن طريق تمرير جالون من المية في ال Solar Arrays بتاعته عشان تمتص الحرارة، وكمان هو مزود بدرع حراري من رغوة كربونية مركبة محصورة بين لوحين من الكربون.. شرح الموضوع كبير جدًا وهو عبارة عن معجزة هندسية، بس تقدروا تقرأوا عنه من هنا:
تأمل الصورة كويس، ولو الموضوع عجبك متنساش تسيبلي رأيك في كومنت 
وشير ومنشن لصحابك عشان يشوفوا الصورة معاك..
بقلم: محمود علام
وآدي شوية مصادر تقدر تقرأ منها أكتر: